ﻗﺼﺔ ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﺳُﺒْﺤَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ
ﺃَﺳْﺮَﻯ ﺑِﻌَﺒْﺪِﻩِ ﻟَﻴْﻼً ﻣِّﻦَ
ﺍﻟْﻤَﺴْﺠِﺪِ ﺍﻟْﺤَﺮَﺍﻡِ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﻤَﺴْﺠِﺪِ
ﺍﻷَﻗْﺼَﻰ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺑَﺎﺭَﻛْﻨَﺎ ﺣَﻮْﻟَﻪُ
ﻟِﻨُﺮِﻳَﻪُ ﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ
ﺍﻟﺴَّﻤِﻴﻊُ ﺍﻟﺒَﺼِﻴﺮُ" ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ/
ﺍﻷﻳﺔ ﺭﻗﻢ )1 (
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻫﻲ
ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ _
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ_ ﻭﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺒﻴﻦ
ﻣﻌﻨﻰ )ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ( : ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﺳﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺒﻴّﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﻟﻴﻼً ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ . ﺃﻣﺎ
)ﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ( : ﻫﻮ ﺻﻌﻮﺩ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺩﺍﺑﺔ ﺗﺪﻋﻰ
"ﺍﻟﺒُﺮﺍﻕ."
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺟﺐ ، ﺃﺳﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ
_ﻋﺰ ﻭﺟﻞ_ ﺑﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ _
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ_ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ
ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ. ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ
ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺗﻮﺟﺪ
ﺻﺨﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺮﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ _
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ_ ﻣﻦ
ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌُﻠﻰ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ، ﺑﻨﻰ
ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻣﺴﺠﺪﺍً
ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺗﻌﻠﻮﻩ ﻗﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ.
ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺑﺘﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﻘﺒﺔ
ﻭﺗﺰﻳﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻄﻮﻁ
ﺑﺪﻳﻌﺔ ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺑﻨﺎﺀً ﺧﺎﻟﺪﺍً
ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻭﻳﻤﻸ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ
ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺧﺺ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ _ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ_ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ
ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ، ﻭﻭﺟﻪ
ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻭﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ
ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﻨﺒﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺌﺬﻧﺔ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ
ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﺳﻊ ، ﻳﻄﻞ
ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
ﻭﺍﻟﺴﺮﻭ ﻭﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ، ﻭﺇﺫﺍ
ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺣﺴﺒﺘﻬﺎ
ﺧﺎﺷﻌﺔ ﺗﺼﻐﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ . ﻭﺇﻥ
ﺃﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،
ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺑﺪﺕ
ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ،
ﻭﺗﺤﺲ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺃﻧﻪ ﺗﻘﻊ
ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﺳﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻴﻦ.