ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻣﺮّ ﻋﻠﻰ
ﺻُﺒْﺮَﺓ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ
ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻨﺎﻟﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺑﻠﻼً،
ﻓﻘﺎﻝ: ) ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؟ ( ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ:
) ﺃﻓﻼ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻛﻲ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻣﻦ ﻏﺶّ
ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ ( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ (
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ : )ﻣﻦ ﻏﺸﻨﺎ
ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ ( .
ﻓﺎﻟﻐﺶ ﺍﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ
ﺍﺧﻄﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻫﻮ
ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ ﺍﻻﻣﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﻳﻘﺎﻡ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﺤﺮﺹ
ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻭﺗﺰﻳﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻮﺩ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻻ ﻳﺒﺪﺭ ﺍﻻ ﻣﻦ
ﻗﻠﺐ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻨﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﺠﻼﻟﺔ
ﻭﺍﻥ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻐﺶ ﻓﻤﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ
ﻭﺳﺠﻞ ﻟﻨﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﺧﺮﺝ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻠﺴﻮﻕ
ﻟﻴﺸﺘﺮﻯ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺴﺎﻥ
ﻓﺮﺃﻱ ﻛﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ
ﻳﺮﻳﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻓﺎﻋﺠﺐ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﻪ
ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﺧﺎﺫ ﺟﻤﻴﻞ
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻀﺎﻋﻪ ﺭﺍﺋﻌﻪ
ﺫﻭ ﺟﻮﺩﺓ ﻋﺎﻟﻴﻪ ﻭﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺘﻔﺤﺺ ﺑﻬﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺧﺎﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﻪ ﻓﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻ ﺍﻥ
ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻪ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻮﻣﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻳﺪﻩ
ﻣﺒﻠﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻻ ﺍﻥ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﻪ
ﻭﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﺼﻴﻐﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺗﺐ
ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻓﻘﺎﻝ : ) ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؟ ( ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ
ﺍﺭﺩﺍ ﺍﻥ ﻳﺒﺮﺭ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻭﻳﻬﺪﺉ
ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻨﻪ
ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﻓﻄﺄﻃﺎ
ﺭﺍﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺻﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﺼﻔﺢ
ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺩﺭﺳﺎ ﺭﺍﺋﻌﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻘﺎﻝ
: ) ﺃﻓﻼ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻛﻲ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻣﻦ ﻏﺶ
ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺩﺭﺱ
ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺘﺎﺟﺮ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺍﻧﻤﺎ
ﺩﺭﺱ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻦ ﺑﺴﻨﻪ
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ