ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺿﻮﺋﻴﺔ
ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻣﻦ ﺍﺻﻄﺪﺍﻡ ﺳﺤﺎﺑﺘﻴﻦ
ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ
ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ
ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺑﻴﻦ
ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ
ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻎ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺷﺮﺍﺭﺓ
ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺿﻮﺀ
ﻧﺮﺍﻩ ﻓﺠﺄﺓ ﺛﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ
ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻤﺪﺓٍ
ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻳﺼﺪﺭ ﺻﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ
ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺮﻋﺪ. ﻓﺎﻟﺒﺮﻕ ﻫﻨﺎ
ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻷﻥ
ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺩﺭﺟﺔ
ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ
ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 20 ﺃﻟﻒ ﺩﺭﺟﺔ
ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﻣﻮﺟﺔ ﺻﺪﻣﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ
ﻛﻤﻮﺟﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﻋﺪ.
ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ
60 ﻭ 1600 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻱ ﻧﺼﻒ ﺳﺮﻋﺔ
ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺗﻴﺎﺭﻩ ﻣﻦ
ﺑﻀﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ
ﺃﻟﻒ ﺃﻣﺒﻴﺮ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ
ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺣﻮﺍﻟﻲ
ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﻮﻟﺖ. ﻭﺍﻟﺒﺮﻕ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﺮﺍً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻘﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺪ
ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ
ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻬﻢ. ﻟﺬﺍ ﻳﺘﻢ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ
ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﻲ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺎﺧﺺ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺫﻭ ﻃﺮﻑ ﻣﺪﺑﺐ
ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ
ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﺴﻠﻚ ﻣﻌﺪﻧﻲ
ﺳﻤﻴﻚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻠﻮﺡ ﻣﻌﺪﻧﻲ
ﻣﺪﻓﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻜﻲ
ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ
ﻭﻳﻔﺮﻍ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻳﺸﻐﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،
ﻭﻃﺮﺣﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﺨﻴﻔﺎً، ﻓﻌﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ
ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺇﻟﻰ
ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺯﻳﻮﺱ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ
ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻟﺘﺨﻮﻳﻒ
ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ. ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺗﻨﺎﻓﺴﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ
ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺖ
ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﺮﻕ
ﻭﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ
ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻗﺪ
ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻵﻳﺎﺕ. ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ
ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ
ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺣﻴﺚ
ﺇﻥّ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺨﺎﻓﻪ ﻭﻳﺤﺬﺭﻩ.