ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎْ ﻣِﻦَ
ﺍﻟﻤَﺎْﺀِ ﻛُﻞَّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺣَﻲٍّ ﺃَﻓَﻼْ
ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮْﻥَ ( ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ
ﻧﻠﻤﺲ ﻣﺪﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ
ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺣﺠﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪﻩ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻌﺪ ﻭﻻ
ﺗُﺤﺼﻰ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺑﺪﻭﻧﻪ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺣﺎﺟّﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺳّﺔ
ﻟﻠﻤﺎﺀ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ
ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤُﻌﺮُّﺿﺔ
ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻠﺘﻠﻮّﺙ ،
ﻭﻳَﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠُّﻮﺙ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ
ﻟﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺑﻌﺾ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮّﻥ ﻣﻨﻬﺎ ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ
ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ . ﻛﻤﺎ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻠﻮّﺙ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺨﻠّﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴّﺔ ، ﺍﻟﺤﻴّﻮﺍﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺭﻣﻴﻬﺎ
ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺗﺼُﺐ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ
ﻓﺮﻭﻋﻪ .
ﻭﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤُﻠﻮّﺛﺎﺕ ﻧﻀﻊ ﻟﻚَ
ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻠﺘّﻠﻮّﺙ
ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ
ﺍﻟﻀﺎﺭّﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ
، ﺗُﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻤُﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﻌﻠﻤﻴًﺔ ﺗﻠﻮّﺙ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ
ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﻤُﻠﻮّﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﻭ
ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻠﻮّﺙ
ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﺍﻟﻤُﺨﻠّﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴّﺔ ﺗﻌﺪ
ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻠﻮّﺛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺨﻠّﻔﺎﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴّﺔ ،
ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴّﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺨﻠّﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ،
ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺩﻱ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺨﻠّﻔﺎﺕ ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺑﺎﻟﺘّﻠﻮّﺙ ﺑﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ، ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ،
ﺍﻟﻘﻠﻮﻳّﺎﺕ ، ﺍﻷﺻﺒﺎﻍ ،
ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺎﺕ ، ﺍﻟﻨﻔﻂ ،
ﺍﻟﻤﺮﻛّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﺒﺘﺮﻭﻝ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﻷﻣﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﺎﻡ
ﻣﺜﻞ ﺃﻣﻼﺡ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ،
ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ .
ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﺧﻄﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﻣﻠﻮّﺛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻌّﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﻄّﺎﺕ
ﺍﻟﺬﺭﻳّﺔ ، ﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺘّﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺬﺭﻳّﺔ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﺍﻟﻤﺨﻠّﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺼﺪﺭ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ
ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .
ﺍﻟﺘﻠﻮّﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻫﻮ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﺠﺮﺍﻑ
ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﻠﻤﻮّﺍﺩ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳّﺔ
ﻟﻠﺘﻠﻮّﺙ ﻭ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ
ﻭﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﻮّﺛﺔ
ﻟﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻄﺮﺓ ﻧﻈﺮﺍً
ﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻮﻓﻴّﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺗﻠﻮّﺛﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺰﺭﻋﻴّﺔ ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ
ﻗﺪﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺼﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤُﺴﻄّﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴّﺔ
ﺑﻜﺎﻓّﺔ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺍﻟﺴﻄﺤﻴّﺔ .
ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ
ﻣُﺴﺒّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻮّﺙ ، ﺣﻴﺚ
ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻣﻊ
ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩّﻱ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻠﻮّﺙ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺤﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺇﺿﺎﻓﺔً
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ .