ﺗﻌﺪ ﻗﺼﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺷﺎﺭﻝ ﺑﻴﺮﻭ ﻭ
ﻧﺎﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺷﻬﺮﺓ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺪﻋﻰ ﻟﻴﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻣﻊ ﺫﺋﺐ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﻭﺭ
ﺍﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﻤﺎ
ﺳﻨﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻜﻢ.
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻟﻴﻠﻰ
)ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻌﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ( ﻃﻠﺒﺖ
ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻃﻌﺎﻣﺎً
ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺣﺬﺭﺗﻬﺎ
ﺑﺄﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺭﺃﺕ
ﺫﺋﺒﺎً ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ
ﻣﻌﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ
ﻟﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﻟﺒﻴﺖ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺎﻗﺘﺮﺡ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻟﺘﻬﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﻓﻔﻌﻠﺖ. ﺳﺒﻘﻬﺎ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻭﺍﻗﺘﺤﻢ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﻓﺄﺻﻴﺒﺖ ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ ﻣﻨﻪ
ﻭﺍﺧﺘﺒﺄﺕ ﻭﺟﻠﺲ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻣﺤﻠﻬﺎ.
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻭﺩﻗﺖ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻓﺮﺃﺕ
ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺵ
ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﺪﻋﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻲ ﻭﺃﻥ
ﺷﻜﻠﻬﺎ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮﺍ ﻷﻧﻬﺎ
ﻣﺮﻳﻀﺔ. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﺑﺄﻛﻠﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ
ﻭﺍﺳﺘﻨﺠﺪﺕ ﺑﺄﻭﻝ ﺷﺨﺺ
ﺭﺃﺗﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻄﺎﺑﺎً ﻓﺴﺎﺭﻉ
ﻹﻧﻘﺎﺫﻫﺎ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﺬﺋﺐ، ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ﻟﻴﻠﻰ
ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺭﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺎﻡ ﺑﺄﻛﻞ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻻ
ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺘﻠﻪ
ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻪ
ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﻴﺪ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻭﺣﺒﺴﻬﺎ
ﺛﻢ ﻧﺎﻡ ﺑﻔﺮﺍﺷﻬﺎ
ﻗﺼﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺍﻟﺬﺋﺐ ﻛﻤﺎ
ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ ﺫﺋﺒﺎ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻃﻴﺒﺎ,
ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ ﻻﻳﺤﺐ
ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺱ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ
ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺒﺎﺗﻴﺎ
ﻭﻳﻘﺘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ
ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻓﻘﻂ ﻭﻳﺘﺮﻙ
ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ.…
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﻓﺘﺎﺓ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﺗﺴﻜﻦ ﻣﻊ
ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺪﻋﻰ ﻟﻴﻠﻰ.… ﻟﻴﻠﻰ
ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺗﻌﻴﺚ ﻓﺴﺎﺩﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺗﻘﺘﻠﻊ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ
ﻭﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﺟﺪﻱ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﻐﺬﻯ
ﻣﻨﻬﺎ, ﻭ ﺗﺨﺮﺏ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻠﻐﺎﺑﺔ, ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭ
ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻟﻜﻲ ﻻﺗﻌﻮﺩ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺠﺪﺩﺍ, ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﻴﻪ
ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺗﺪﻭﺱ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ
ﻭﺗﻘﺘﻠﻊ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ, ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﺄﺱ
ﺟﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻗﻨﺎﻉ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻌﺪﻡ
ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺮﺭ
ﺍﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ
ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ
ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ
ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ, ﻓﺘﺤﺖ
ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﺏ, ﻓﺮﺃﺕ ﺟﺪﻱ
ﺍﻟﺬﺋﺐ, ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪﺓ ﻟﻴﻠﻰ
ﺍﻳﻀﺎ ﺷﺮﻳﺮﺓ, ﻓﺒﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ
ﻋﺼﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻭﻫﺠﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ
ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﺄﻱ ﻛﻠﻤﺔ, ﺍﻭ ﻳﻔﻌﻞ
ﻟﻬﺎ ﺍﻱ ﺷﻲﺀ, ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺠﻤﺖ
ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻱ
ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ
ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺎﺑﻪ
ﻭﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻓﻌﻬﺎ
ﺑﻌﻴﺪﺍ" ﻋﻨﻪ, ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﺠﺪﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺭﺗﻄﻢ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺮ, ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺟﺪﺓ ﻟﻴﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺫﻟﻚ
ﺟﺪﻱ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﻄﻴﺐ, ﺣﺰﻥ
ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭﺗﺎﺛﺮ ﻭﺑﻜﻰ
ﻭﺣﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ, ﻭﺻﺎﺭ
ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻄﻔﻠﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﻛﻴﻒ
ﺳﺘﻌﻴﺶ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻛﻢ
ﺳﺘﺤﺰﻥ ﻭﻛﻢ ﺳﺘﺒﻜﻲ ﻭﺻﺎﺭ
ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺘﻘﻄﻊ ﺣﺰﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ...
ﻓﻔﻜﺮ ﺑﺎﻷﺧﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ
ﺟﺜﺔ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ, ﻭﻳﺄﺧﺬ
ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻳﺘﻨﻜﺮ ﺑﺰﻱ ﺟﺪﺓ
ﻟﻴﻠﻯﻠﻜﻲ ﻳﻮﻫﻢ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺄﻧﻪ
ﺟﺪﺗﻬﺎ, ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻄﺒﻄﺐ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻌﻮﺽ ﻟﻬﺎ ﺣﻨﺎﻥ
ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻘﺪﺗﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻭﻓﺎﺓ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ, ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﻭﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ, ﺫﻫﺐ ﺟﺪﻱ
ﻭﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
ﻣﺘﻨﻜﺮﺍ ﺑﺰﻱ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻻﺣﻈﺖ
ﺍﻥ ﺍﻧﻒ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺍﺫﻧﺎﻫﺎ
ﻛﺒﻴﺮﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ
ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻛﻌﻴﻨﻲ ﺟﺪﻱ ﺍﻟﺬﺋﺐ,
ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﺖ ﺗﻨﻜﺮ ﺟﺪﻱ,
ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺧﺮﺟﺖ
... ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ
ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻥ ﺟﺪﻱ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻫﻮ
ﺷﺮﻳﺮ ﻭﻗﺪ ﺍﻛﻞ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺄﻛﻠﻬﺎﺍﻳﻀﺎ