ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ )ﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ (
ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﻧﻮﺍﺱ ، ﻭ
ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻓﺒﻠﻐﻪ
ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺻﻞ
ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻧﺠﺮﺍﻥ ﻳﺪﻋﻮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ
ﻗﺎﺋﻼﺹ ﻟﻬﻢ : ﺍﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ
ﻣﺮﻳﻢ ﻧﺴﺦ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ
ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ، ﻓﺄﺣﺒﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﻫﻞ
ﻧﺠﺮﺍﻥ ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺫﻭ
ﻧﻮﺍﺱ ﻭ ﺳﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺠﻨﻮﺩ
ﻣﻦ ﺣﻤﻴﺮ ، ﻭ ﻣﻦ ﺇﻥ ﻭﺻﻞ
ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺮﺍﻥ ، ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﺑﻴﻦ
ﺍﻹﺣﺮﺍﻕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ، ﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﺸﻖ
ﺃﺧﺪﻭﺩ ﻛﺒﻴﺮ )ﺷﻖ ( ﻭ ﺃﺣﻀﺮ
ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻭ ﺃﺷﻌﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭ ﺻﺎﺭ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻮﺍﺣﺪ
ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ
ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﻳﺮﺿﻰ
ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺃﻃﺎﻋﻪ
ﺗﺮﻛﻪ ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﺑﻰ ﺃﺣﺮﻗﻪ
ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ
ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ
ﻋﺠﻮﺯ ﺍﻭ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﻭ
ﺇﻣﺮﺍﺓ ﺇﻻ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻘﺮﻗﺔ ، ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﻭ ﻳﺘﻠﺬﺫ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻇﺮ
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭ ﻫﻢ
ﻳﺤﺮﻗﻮﻥ
ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﻂ، ﻭ ﻟﻢ
ﻳﻨﻘﻢ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺭﺑﺎً ﻭ ﺗﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻌﻠﻬﻢ
ﻣﺴﺘﻮﺟﺒﺎً ﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻟﻌﻨﺘﻪ
، ﻭ ﻧﺰﻭﻝ ﻧﻜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ
ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ
ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢِ )1 (
ﻭَﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﺫَﺍﺕِ ﺍﻟْﺒُﺮُﻭﺝِ )2 (
ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻤَﻮْﻋُﻮﺩِ )3 (
ﻭَﺷَﺎﻫِﺪٍ ﻭَﻣَﺸْﻬُﻮﺩٍ )4 ( ﻗُﺘِﻞَ
ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﺍﻟْﺄُﺧْﺪُﻭﺩِ )5 ( ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ
ﺫَﺍﺕِ ﺍﻟْﻮَﻗُﻮﺩِ )6 ( ﺇِﺫْ ﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ
ﻗُﻌُﻮﺩٌ )7 ( ﻭَﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ
ﻳَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺷُﻬُﻮﺩٌ
)8 ( ﻭَﻣَﺎ ﻧَﻘَﻤُﻮﺍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻥ
ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﺪِ
)9 ( ﺍﻟَّﺬِﻯ ﻟَﻪُ ﻣُﻠْﻚُ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ
ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ
ﺷَﻲْﺀٍ ﺷَﻬِﻴﺪٌ )10 ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻓَﺘَﻨُﻮﺍ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ
ﺛُﻢَّ ﻟَﻢْ ﻳَﺘُﻮﺑُﻮﺍ ﻓَﻠَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏُ
ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏُ ﺍﻟْﺤَﺮِﻳﻖِ
)11 ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ
ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﻟَﻬُﻢْ ﺟَﻨَّﺎﺕٌ
ﺗَﺠْﺮِﻯ ﻣِﻦ ﺗَﺤْﺘِﻬَﺎ ﺍﻟْﺄَﻧْﻬَﺎﺭُ
ﺫَﻟِﻚَ ﺍﻟْﻔَﻮْﺯُ ﺍﻟْﻜَﺒِﻴﺮُ )12 ( ﺇِﻥَّ
ﺑَﻄْﺶَ ﺭَﺑِّﻚَ ﻟَﺸَﺪِﻳﺪٌ )13 ( ﺇِﻧَّﻪُ
ﻫُﻮَ ﻳُﺒْﺪِﺉُ ﻭَﻳُﻌِﻴﺪُ )14 ( ﻭَﻫُﻮَ
ﺍﻟْﻐَﻔُﻮﺭُ ﺍﻟْﻮَﺩُﻭﺩُ )15 ( ﺫُﻭ
ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ ﺍﻟْﻤَﺠِﻴﺪُ )16 ( ﻓَﻌَّﺎﻝٌ
ﻟِّﻤَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُ )17 ( ﻫَﻞْ ﺃَﺗَﺎﻙَ
ﺣَﺪِﻳﺚُ ﺍﻟْﺠُﻨُﻮﺩِ )18 ( ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ
ﻭَﺛَﻤُﻮﺩَ )19 ( ﺑَﻞِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓِﻰ ﺗَﻜْﺬِﻳﺐٍ )20 (
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦ ﻭَﺭَﺍﺋِﻬِﻢ ﻣُّﺤِﻴﻂٌ
)21 ( ﺑَﻞْ ﻫُﻮَ ﻗُﺮْﺁﻥٌ ﻣَّﺠِﻴﺪٌ
)22 ( ﻓِﻰ ﻟَﻮْﺡٍ ﻣَّﺤْﻔُﻮﻅٍ )23 (
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﻫﺒﺔ
ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ , 1992 , ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻭﺑﻴﺎﻥ ,ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔﻭﺍﻟﻨﺸﺮ